أشهر الجيوش الإلكترونية: قوة غير مرئية في الحروب الحديثة
1. الجيش السيبراني الروسي (APT28 و APT29)
الاسم الآخر: Fancy Bear, Cozy Bear
الدولة: روسيا
الأهداف: يُعد الجيش السيبراني الروسي من بين الأكثر نشاطًا وفعالية على الساحة العالمية. تعمل وحدات مثل APT28 (المعروفة أيضًا باسم Fancy Bear) وAPT29 (المعروفة أيضًا باسم Cozy Bear) بشكل مباشر تحت إشراف جهاز المخابرات العسكرية الروسي (GRU) وجهاز المخابرات الخارجية (SVR). تستهدف هذه الوحدات بشكل رئيسي المؤسسات الحكومية، والمنظمات الدولية، والبنية التحتية الحيوية في الدول المعادية.
أبرز الأنشطة:
- التدخل في الانتخابات: يُتهم الجيش السيبراني الروسي بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، من خلال اختراق وتسريب رسائل البريد الإلكتروني من اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.
- الهجمات على المؤسسات الأوروبية: نفذت روسيا هجمات سيبرانية ضد البرلمان الألماني ومؤسسات الاتحاد الأوروبي بهدف التجسس السياسي والتأثير على سياسات تلك الدول.
التقنيات المستخدمة:
تتميز الهجمات الروسية باستخدام تقنيات متقدمة مثل التصيد الاحتيالي (Phishing)، وثغرات Zero-day، وهجمات DDoS، مما يجعلها قوة سيبرانية لا يُستهان بها.
2. جيش التحرير الشعبي الصيني الإلكتروني (PLA Unit 61398)
الدولة: الصين
الأهداف: جيش التحرير الشعبي الصيني يُدير وحدة إلكترونية قوية تُعرف باسم Unit 61398، تركز على التجسس السيبراني وجمع المعلومات الاستخباراتية. تستهدف هذه الوحدة الشركات التكنولوجية، والمؤسسات العسكرية، والحكومات في جميع أنحاء العالم، بهدف سرقة التكنولوجيا والبيانات الحساسة.
أبرز الأنشطة:
- سرقة الملكية الفكرية: تُتهم وحدة 61398 بتنفيذ عمليات تجسس سيبرانية واسعة النطاق استهدفت سرقة الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية، خاصة في قطاع التكنولوجيا والطيران.
- الهجمات على المؤسسات الحكومية: قامت الوحدة بهجمات ضد وكالات حكومية في الولايات المتحدة وأوروبا، بهدف جمع معلومات استخبارية.
التقنيات المستخدمة:
تعتمد الوحدة على مجموعة من الأدوات، بما في ذلك التصيد الاحتيالي، وهجمات القوة الغاشمة (Brute-force attacks)، وبرمجيات التجسس المخصصة، لتحقيق أهدافها.
3. الجيش السيبراني الأمريكي (Cyber Command)
الدولة: الولايات المتحدة
الأهداف: الجيش السيبراني الأمريكي يُديره القيادة السيبرانية الأمريكية (US Cyber Command)، التي تأسست في عام 2009. هدفها الأساسي هو الدفاع عن الشبكات الأمريكية، وشن هجمات سيبرانية ضد أعداء الولايات المتحدة. تلعب القيادة السيبرانية دورًا حيويًا في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية الحديثة.
أبرز الأنشطة:
- Stuxnet: يُعتقد أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، كانت وراء تطوير ونشر دودة Stuxnet، التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية وعطلت أجهزة الطرد المركزي.
- العمليات السيبرانية ضد داعش: قامت القيادة السيبرانية الأمريكية بتنفيذ هجمات سيبرانية ضد تنظيم داعش، بهدف تعطيل قدراته على التواصل والدعاية عبر الإنترنت.
التقنيات المستخدمة:
تعتمد القيادة السيبرانية الأمريكية على تقنيات متقدمة مثل هجمات Zero-day، وبرمجيات التجسس، والروبوتات السيبرانية (Cyberbots)، وتعمل بشكل وثيق مع وكالات مثل وكالة الأمن القومي (NSA).
4. الجيش السيبراني الكوري الشمالي (Bureau 121)
الدولة: كوريا الشمالية
الأهداف: كوريا الشمالية تُدير جيشًا سيبرانيًا معروفًا باسم Bureau 121. هذا الجيش السيبراني يُعتبر أحد أكثر الجيوش السيبرانية عدوانية، ويستهدف بشكل رئيسي الدول المجاورة، والمؤسسات المالية، والشركات الكبرى.
أبرز الأنشطة:
- هجوم Sony Pictures 2014: Bureau 121 كان وراء الهجوم الشهير على شركة Sony Pictures، الذي أدى إلى تسريب كميات هائلة من البيانات السرية، ردًا على إنتاج فيلم يسخر من زعيم كوريا الشمالية.
- سرقات العملات الرقمية: نفذت كوريا الشمالية العديد من الهجمات التي استهدفت منصات تداول العملات الرقمية، وسرقت مئات الملايين من الدولارات لدعم النظام.
التقنيات المستخدمة:
يعتمد الجيش السيبراني الكوري الشمالي على البرمجيات الضارة، وتقنيات التصيد المتقدمة، وهجمات DDoS، ويفضل استهداف المؤسسات التي يمكن أن توفر لهم مكاسب مالية كبيرة.
5. الجيش السيبراني الإيراني (Charming Kitten وAPT33)
الدولة: إيران
الأهداف: الجيش السيبراني الإيراني يُديره الحرس الثوري الإسلامي، ويتضمن وحدات مثل Charming Kitten وAPT33. تُركز هذه الوحدات على تنفيذ عمليات تجسس سيبراني، وهجمات انتقامية ضد الأعداء الإقليميين والدوليين.
أبرز الأنشطة:
- الهجمات على المؤسسات النفطية: استهدفت إيران شركات النفط السعودية والأمريكية بهجمات سيبرانية، مثل الهجوم الذي أدى إلى مسح بيانات آلاف الأجهزة في شركة أرامكو السعودية.
- الهجمات على البنية التحتية: نفذت وحدات الجيش السيبراني الإيراني هجمات ضد البنية التحتية للمياه والكهرباء في دول معادية، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة.
التقنيات المستخدمة:
تعتمد إيران على البرمجيات الخبيثة، وهجمات التصيد، وبرمجيات الفدية لتحقيق أهدافها، مع التركيز على استخدام تقنيات التخفي والتهرب من الكشف.
6. وحدة الدفاع السيبراني الإسرائيلية (Unit 8200)
الدولة: إسرائيل
الأهداف: وحدة 8200 هي الذراع السيبراني للجيش الإسرائيلي وتُعتبر من بين الأقوى والأكثر تطورًا في العالم. تهدف هذه الوحدة إلى جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ هجمات سيبرانية ضد أعداء إسرائيل في المنطقة.
أبرز الأنشطة:
- Stuxnet: بالتعاون مع الولايات المتحدة، كانت وحدة 8200 جزءًا من عملية تطوير ونشر دودة Stuxnet التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني.
- الهجمات على البنية التحتية في دول معادية: يُعتقد أن وحدة 8200 نفذت هجمات سيبرانية ضد البنية التحتية في دول مثل سوريا ولبنان لتعطيل قدراتها العسكرية.
التقنيات المستخدمة:
تعتمد وحدة 8200 على تقنيات جمع المعلومات المتقدمة، وتحليل البيانات الضخمة (Big Data)، وهجمات Zero-day، وتعمل بشكل وثيق مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
خاتمة
الجيوش الإلكترونية أصبحت أداة رئيسية في الحروب الحديثة، حيث تُستخدم لتنفيذ الهجمات السيبرانية والدفاع عن المصالح الوطنية في الفضاء السيبراني. مع تزايد التهديدات السيبرانية، من المتوقع أن يستمر تطور هذه الجيوش وزيادة فعاليتها، مما يجعل الأمن السيبراني أحد أهم التحديات التي تواجه الحكومات والمؤسسات في القرن الحادي والعشرين. فهم نشاطات هذه الجيوش الإلكترونية وأساليبها يُعد أمرًا ضروريًا لتعزيز الدفاعات السيبرانية والحفاظ على الأمن الوطني.